المذهب المالكي

Abstract

لاشك أن لظهور كل عالم أو مجدد في أي عصر من العصور ظروف وعوامل تساعده على البروز أولا ؛ ونشر المذهب والفكرة والاجتهاد ثانيا. ولقد كان لظهور المذهب المالكي ومؤسسه ظروف ساعدته على ذلك حتى صار له انتشار كبير، فهو من المذاهب التي جاءت وليدة الدراسة المستفيضة والبحث العلمي المستنير. وقد ساعدت على ظهور ونشأة هذا المذهب ظروف سياسية واجتماعية وثقافية علمية، جعلته يتبوأ مكان الصدارة بين مذاهب الفقه الإسلامي الأخرى. وابتداء من النصف الثاني للقرن الثالث عشر ونتيجة لاستيقاظ الوعي في بلاد العرب والمسلمين، فقد عرف الفقه الإسلامي حركة نشيطة من خلال الاهتمام به وتجديده ودراسته دراسة مقارنة بإظهار مزاياه وخصائصه، فانبعثت حركات دعوية إصلاحية كان أساسها الرجوع إلى دين الله والتحاكم لشرعه ومحاربة الجمود والتقليد وتطهير الإسلام من الكثير من البدع والخرافات التي شابته وعكّرت صفاءه. فكثرت المؤلفات في موضوعاته ومباحثه. وكان للمذهب المالكي ومؤسسه النصيب الوافر من هذا الاهتمام، من خلال التحقيقات وإخراج كنوز هذا المذهب ومخطوطاته.