Abstract:
|
لقد حاول الكثير من الباحثين قديما وحديثا تفسير سرعة انتشار المذهب المالكي بالأندلس، وثباته، وتقبل أهل الأندلس له، خلافا لباقي البلاد التي انتشر فيها ثم تقهقر وضعف، حتى في البلد الذي نبع منه وهي مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
وفي هذه المداخلة حاولت أن أبرز أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار المذهب المالكي في الأندلس، معتمدا في ذلك على ثلاثة أقوال، كان مدار الحديث حولها، سواء بالنسبة للمتقدمين أو المتأخرين ، و هي قول ابن حزم و ابن خلدون و المقري .
و بعد عرض هذه الأقوال ومناقشتها ، واستخراج ما فيها من الفوائد ، خلصت إلى أن كل الأسباب التي ذكرها هؤلاء العلماء ترتكز على أربعة أسس وهي:
1 ـ دور السلطة الحاكمة في الأندلس . 3 ـ التشابه بين طبيعة أهل الحجاز والأندلس 2 ـ دور الفقهاء الأندلسيين . 4 ـ الرحلة و أثرها في نشر المذهب .
وقد أضاف بعض المتأخرين أسبابا أخرى لانتشار المذهب المالكي في الأندلس، من أهمها سببان أرى أنهما من أبرز الأسباب التي أدت إلى انتشار المذهب المالكي في الأندلس، وهما أساس تمسك أهل الأندلس خاصة والمغرب عامة وبلاد الإسلام على العموم بالمذهب المالكي، وعدم قبول أي مذهب آخر، ويتمثل هذان السببان فيما يلي :
الأول: شخصية الإمام مالك ـ رحمه الله ـ .
الثاني: الشخصية القوية لفقهاء الأندلس .
هذا ما قدرني المولى عز وجل أن أقدمه بين أيديكم في هذا الملتقى المبارك، و أرجو من المولى عز وجل أن يكون خالصا لوجهه الكريم ، و الحمد لله رب العالمين . |