جهود العلماء في تأسيس المذهب المالكي أبرز أعلامه وخصائصه ومصطلحاته

Abstract

لاشكّ أن أصل المذهب المالكي هو مدرسة المدينة المنوّرة، وقد تواصلت جهود العلماء مشرقا ومغربا على مرّ العصور، فبذلوا جهدا عظيما في خدمة مذهب إمامهم، تأصيلا وتفريعا، وجمعا وتهذيبا، وشرحا وتبيانا، وقد استجاب له كثير من المسلمين، وأن سرّ هذه الاستجابة الاختيارية، تكمن في قوته الذاتية التي ترجع أساسا إلى قدرته على الاجتهاد والتجدد، من خلال أصوله وقواعده التي تجعله أقدر المذاهب على استيعاب التطورات والمستجدات، كما ترجع إلى ريادته في الأخذ بمقاصد الشريعة المستمدة من نصوصها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الفقه المالكي هو في أصله فقه المدينة المنورة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدّم القول أن الإمام مالك رحمه الله لم يكن يخرج عن آراء علماء المدينة، ومن هنا نستطيع القول أن سند علم مالك بن أنس رحمه الله تعالى، بشقيه النقلي والعقلي، كان متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبقة عن طبقة، وهو بحق يعتبر سبب من أسباب قوة المذهب المالكي، وعامل من العوامل التي كانت سببا في انتشاره شرقا وغربا، يؤتي أكله كلّ حين، والله أعلم