أصل مشكل الغذاء في إفريقيا دراسة

Abstract

يتناول المقال أصل مشكلة الغذاء في إفريقيا ، وبسبب صعوبة التطرق للموضوع بدراسة كل الدول الإفريقية حالة بحالة فإنه تم اختيار غانا أو ما كان يعرف بساحل الذهب قبل الاستقلال عن بريطانيا سنة 1957م كعينة لدراسة وفهم الموضوع ، وذلك للاعتبارات التالية : أولا : هذه المستعمرة البريطانية سابقا تتقاسم خصائص عدة مع جل الدول الإفريقية ، وهو أمر يفيد في تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها . ثانيا : إمتلاك هذا البلد لأهم المقومات الطبيعية لبناء قطاع زراعي مزدهر ، حيث تمثل الأراضي الزراعية ما يعادل 57 % من مساحته الإجمالية ، بالإضافة إلى التنوع في المناخ الذي يتدرج من الشمال نحو الجنوب - من سافانا جاف ، إلى غابي رطب – ووفرة المياه، واليد العاملة الزراعية التي تمثل قرابة نصف السكان. باختصار يمكن القول أن غانا بلدا زراعيا بامتياز، هذا العامل يسمح لنا باستبعاد فرضية أن الظروف الطبيعية للبلد هي السبب في فشل القطاع الزراعي في توفير الغذاء. ثالثا : هذه المستعمرة البريطانية السابقة مرت بمراحل وظروف مشابهة إلى حد كبير بالمراحل والظروف التي مرت بها المستعمرة الفرنسية السابقة _ الجزائر، مع اختلاف وحيد يتمثل في كون الأولى مستعمرة غير مستوطنة، بمعنى أن الأوربيين لم يستوطنوا غرب إفريقيا عموما إلا القلة من الرسميين العاملين في الحكومة أو من المستثمرين ورجال الدين بسبب الخوف من الإصابة بالأمراض المتنقلة بواسطة البعوض وخاصة الحمى الصفراء القاتلة، وبسببها كانت المنطقة تسمى "بمقبرة الرجل الأبيض"، أما الثانية فكانت مستعمرة مستوطنة بمعنى أن الفرنسيين استوطنوا أراضي الجزائر، وهذا الاختلاف لم يكن له الأثر الكبير في التوجهات السياسية الاقتصادية للقوتين الاستعماريتين ، الا أن هذا العامل يفيدنا لاحقا في تعميم النتائج المتعلقة بتحديد دور ومسؤولية القوى الاستعمارية في العجز الذي عرفته مختلف القطاعات الزراعية في البلدان الإفريقية عن توفير الغداء للسكان في فترة ما بعد الاستعمار. تنقسم المداخلة إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول: يخصص للفترة التي سبقت بسط السيادة الاستعمارية البريطانية على غانا وفيها سنحاول دراسة تنظيم القطاع الزراعي ومدى تمكن المزارعين المحليين من تلبية حاجات السكان من الغذاء في ظل القطاع الزراعي التقليدي، أو ما كان يعرف باقتصاد الكفاف subsistence economy.

The present paper inquires in the origin of food issue in Africa, the reasons, consequences, and the different policies adopted to find a remedy. In other words, it aims at tracing how the foot prints of colonialism still looms at the horizons of present food issue in Africa. Ghana is chosen as a sample to be the field of this research for the following considerations. First, this former British colony shares common features with most African countries, and this allows generalising findings. Second, it represents a country which enjoys favourable conditions for agriculture, in other words, it has excellent climatic conditions, in addition to the varied reliefs and abundance of water, these factors together permit the elimination of the natural conditions such as desert land lack of water, etc., that may negatively affect agriculture. The third reason lies in the fact that this British former colony has much in common with the French former colony Algeria during the pre colonial, colonial and post colonial periods, to put it differently, they almost went through similar circumstances. This enables, to some extent, to determine and therefore generalise the role and responsibility of the European colonial powers in this issue if any. The paper is divided into three distinctive parts, the first is devoted to the pre colonial period, where the agricultural sector is examined, to check to what extent the people of the Gold Coast achieved food self-sufficiency under subsistence economy. The second part deals with the changes that affected the agricultural sector throughout the colonial period, in this respect the different economic policies and development plans that had direct impacts on the agricultural sector are examined. The last part of the paper is devoted to the post colonial period where the agricultural sector is examined to check how far it could meet the Ghanaian’s needs in terms of food. Besides, light is shed on the policies adopted by the succeeding governments to take remedial actions to bridge the food dependency gap.