Abstract:
|
يعتبر الجراد الصحراوي أشد أنواع الجراد خطورة بالنسبة لبلادنا وبلاد كثيرة أخرى فهو يهدد الثروة الزراعية لأكثر من إحدى وستون دولة تمثل رقعة واسعة الأرجاء تمتد من المغرب إلى الهند ومن سواحل البحر الأبيض إلى خط الاستواء وتقدر مساحة هذه الرقعة بحوالي 11 مليون ميل مربع أغلبها أراضي صحراوية ويعيش 1/8 سكان العالم في هذه الرقعة الشاسعة ويتكاثر هذا النوع من الجراد وينشر ولا يحد من انتشاره أية عوائق او حدود أكانت جبالاً أو بحاراً . وقد تعرّضت الجزائر مرارا إلى هجوم الجراد ، كان أخطرها ذلك الذي حدث سنة 1867 م و الذي تسبب في مجاعة خلّفت 500000 ضحية.
كما هو معلوم فإن الجراد الصحراوي لا يوجد إلا حيث توجد الرطوبة الأرضية والخضرة و دائماً فإن فترات وجود الجراد الصحراوي هي في نفس الوقت فترات سقوط الأمطار فإذا ما قلت الأمطار وقلت الرطوبة الأرضية في أماكن تواجد وتكاثر الجراد الصحراوي فإن ذلك يمنع البيض من الفقس وبذلك تقل أعداد الجراد.
أن للظروف البيئية (حرارة ورطوبة ورياح ) تأثيرا على التجمع والتشتت للجراد فوجود وادي أو جزء من وادي به نباتات خضراء ورطوبة كافية وسط منطقة صحراوية ثم محت وأصبحت جافة بسبب تجمع أفراد الجراد الصحراوي الانفرادي الموجودة في تلك المنطقة في مثل هذا الجزء وبذلك تزداد أعداد الحشرة في هذا المكان المحدود و يزداد تكاثرها في مثل هذه المساحة المحدودة و تتهيأ العوامل التي تؤثر على صفات الحشرات، فبعد أن كانت مشتتة في مساحات كبيرة تتجمع في مكان محدود وتزيد أعدادها بالتوالد مما يسبب التغيرات البيولوجية والفسيولوجية وبالتالي يسبب تحولها من الحالة الانفرادية إلى حالة المهاجرة.
ويهدف هدا البحث إلى التعرف على أنواع الجراد التي تشكل خطر على المزروعات و أهم محطات الهجوم والخسائر الفادحة وكدا أسباب وكيفية تطور أسراب الجراد وطرق المكافحة المتبعة ودور المنظمات المحلية والدولية مما يستلزم وضع إستراتيجية بمراحلها المختلفة للمكافحة والوقاية والحماية من هذا الخطر الذي يهدد البيئة والإنسان. |