Abstract:
|
عرف إقليم توات خلال القرن الـ 12 للهجرة نهضة علمية كبيرة ، جعلت الإقليم يتبوأ مكانة رائدة ضمن حواضر بلاد المغرب الحديث، وقد شكل الاقليم بمراكزه العلمية المتناثرة في ربوعه وموقعه المتميز ، صلة الربط المفصلية والحتمية بين حواضر بلاد المغرب الحديث العتيقة والمراكز العلمية بلاد السودان الناشئة، حيث لعب دور حضاريا وعلميا منقطع النظير كان له دورا هاما في نتشيط الحركة العلمية والثقافية في المنطقة، فوقوع الاقليم التواتي ضمن الممر الحتمي لقوافل التجار القادمة من شمال بلاد المغرب والمتجهة الى ماوراء الصحراء ، والركاب الحاجة القادمة من حواضر بلاد المغرب والمتجهة الى الديار المقدسة ، شكل مساحة للتلاقح العلمي بين الأقطار الثلاثة .
وتعد فهرسة عبد الرحمن بن عمر التنلاني التواتي المتوفى سنة 1189م ، من أجل المخطوطات التي سلطت الضوء واضحا على عمق هذه العلاقات التليدة بين توات وحواضر بلاد المغرب ـ سجلماسة على وجه الخصوص ـ و المراكز العلمية الناشئة في بلاد السودان، حيث رصدت الكثير عن الروابط العلمية بين المراكز العلمية في حاضرة توات ونظيراتها في بلاد المغرب وبلاد السودان ، وحيث إن المؤلف كان محور العلاقة على اعتبار أنه كان يؤرخ لحياته العلمية فقد ضمن مخطوطه العديد من المعلومات حول التواصل العلمي بين توات وسجلماسة من جهة وتوات والمراكز العلمية في بلاد السودان من جهة أخرى، حيث أورد الكثير من الاجازات التي أجيز بها من لدن علماء درعة وسجلماسة وغيرها من الحواضر كما رصد الكثير من المعلومات حول طرق وأساليب ومواد التدريس ورصد التشابه الكبير بينها هذا اضافة الى رصد دقيق لحياة الشيوخ الذين أخذ عنهم سواء أوليك الذين ارتحل إليهم أو الذين التقاهم في أثناء مرورهم بالمجال التواتي. |