Abstract:
|
يمكن القول: إنّ هناك مجموعة من العوامل تضافرت لانتشار المذهب المالكي في إفريقيا الغربية، وعلى رأسها عناية ملوك بلاد المنطقة ورعايتهم للفقه والفقهاء، وتوفير الحرية الفكرية للعلماء واحترامهم، وإمكانات البلاد الهائلة، وسيادة الأمن في كافة أرجاء البلاد، واعتماد القضاء والفتوى على الفقه المالكي وغيرها من الأسباب التي تفاعلت فيما بينها وتضافرت فأعطتنا حركة فقهية مزدهرة طارت شعاعها في كافة أرجاء غرب إفريقيا وأنارت الطريق للمجتمع.
نتيجة للعوامل التي ذكرناها، اشتهرت مدن علمية مثل: تنبكت وجني وغاو تستقطب رجال الفكر والعلم من كافة الأمصار الإسلامية. وغدت المنطقة مشعلاً من مشاعل العلم والمعرفة، ولهذا أخذ الطلاب يفدون إليها من كل حدب وصوب لتلقي العلم. وفي هذه الفترة دونت كثير من كتب الفقه المالكي من طرف علماء المنطقة من شروح وحواشي وتعليقات إلى غير ذلك من التقييدات الفقهية التي لا تخلو من فائدة. ومما زاد من ازدهار حركة الفقه المالكي في غرب إفريقيا كثرة الحوادث والنوازل مما جعل العلماء يضطرون إلى الاجتهاد لإيجاد حلول مناسبة لهذه النوازل الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل. |