dc.description.abstract |
صاحب المقامات هو أبو عبد الله محمد بن ميمون الزواوي الجزائري فقيه صوفي,أديب ومؤرخ وسياسي , نشأ في مدينة الجزائر,أصله من زواوة, قيل عنه إنه حفيد أبي العباس أحمد بن عبد الله الزواوي الجزائري , وقد أهملت المصادر ترجمة حياة هذه الشخصية,و سكتت عن تحديد زمان الولادة والوفاة ,وضبط مكانها,والمرجح أنه لم يمت حتى بلغ سن الشيخوخة من عمـره بعد أن عاصر زمرة من الأدبـاء والفقهاء كما يظهر في مقاماته ,وأنه عاصر كذلك الداي محمد بكداش الذي قُتل سنة 1122 ه ـ 1710 م.
مؤلَّف محمد بن ميمون الجزائري الذي سماه" التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية" حافل بالأشعار والأسجاع, قيم المبنى والمعنى,يتميز أسلوبه بصدق العاطفة , وصدق الشعور, وحقيقة الإحساس , وتقصّي الأخبار, وذكر نوادر الروايات والنزوح إلى تزويق الألفاظ وتكرار العبارات,ولذلك كان جديرا بالدراسة اللغوية والدلالية من طرفنا,وفقا للخطة الآتية:
ـ مدخل يشمل العصر السياسي والثقافي الاجتماعي الذي عاشه المؤلف, ويكشف الغطاء عن حياة المؤلف ومذكرا بآثاره.
ـ الفصل الأول وفيه دراسة نظرية تطبيقية في دلالة الألفاظ ,ويشمل ثلاثة مباحث في الأول حدود دلالة الكلمة,وفي الثاني العموم والخصوص وفي الثالث في أهم مظاهر التطور الدلالي , وينتهي بخلاصة.
ـ الفصل الثاني وفيه منهج السياق ومنهج الحقل الدلالي وأهم مظاهر العلاقات التي جمعت بين الألفاظ ,ويشمل ثلاثة مباحث هو أيضا,في الأول السياق وأنواعه وفي الثاني الحقل الدلالي وأنواعه,وفي الثالث أهم الظواهر الدلالية الملاحظة وينتهي كذلك بخلاصة.
ـ الخاتمة وبها أهم نتائج البحث.
وقد توصلت في نهاية البحث إلى النتائج الآتية:
ـ لغة ابن ميمون لغة عربية أصيلة تؤدي أغراضها النفسية والاجتماعية , فهي لغة تكثر بها الألفاظ الصوفية ومفردات الولاء والطاعة , ومفردات الدين كجهاد الكفار , وتنقل قصائد الشعر بمستوياته الثقافية المختلفة .
ـ تنوعت دلالات ألفاظ المقامات خاصة المعجمية والسياقية ممّا جعلها نصّا غنيا , صالحا للدرس اللغوي .
ـ يتحدد معنى اللفظ من خلال معرفة أصل الكلمة اللغوي و عندما يتقيد بشكل ما, وقد وظف صاحب المقامات معظم الألفاظ المقيـــّدة .
ـ العام والخاص حددا مقصود المؤلف ,وشكلا مستوى الخطاب في المقامات وكان التعميم في الدلالة أقل شيوعا من التـخصيص ولكنه ظاهرة دلالية أملتها الحاجة.
ـ تتطور دلالات الألفاظ عندما تخصص أو تعمم الألفاظ , أو عندما تنتقل المعاني من درجة أدنى إلى أعلى أو العكس يصح, أو عندما يتغير مجال الكلام ,ويتنوع المعنى داخل كل تركيب فيقـوم السياق بتحديد معاني الألفاظ في النص , والسياق اللغوي هو أهم السياقات لأن الأصوات والصيغ الصرفية والتراكيب كلها هي التي تحدد المعنى النهائي ,وإن ما تثيره الألفاظ من عواطف في النفس إيجابا أو سلبا, قوة أو ضعفا له دور كبير في تحديد المعنى كذلك ,ومن جهة أخرى تقوم الألفاظ المرتبطة بالثقافة والمجتمع وقيمه بحصر المعنى في إطاره الثقافي الاجتماعي القيمي وهو الذي يسمى السياق الثقافي ,وفي سياق الموقف يكون الحال أو الموقف أو المقام أو الخارج هو الذي يعطى مدلولات دقيقة للألفــــاظ كما في النص.
ـ تتعدد الدلالات اللفظية في المقامات في إطار تعدد المعنى بتقسيماته المختلفة.
ـ إن أهم العلاقات الدلالية التي ربطت بين ألفاظ المقامات تتلخص في حـقولها الدلالية الرئيسية كالدين والسياسة والحرب,كما تتلخص في اتحاد معاني الألفاظ بأشكاله المختلفة,وفي معانيـها المتقابلة في صورة واحدة أو عدة صور.
ـ إن الكلمة تشبه بشجرة دلالية ثابثة الأصل لها فروع تنمو وتكبر وتتشابك بمرور الأيام.
ـ تتحكم معاجم اللغة في تحديد الدلالة المعجمية لألفاظ المقامات.
ـ إن مبحث دلالات الألفاظ من المباحث الدلالية العربية القديمة استوفاه علماء أصول الفقهِ,ولا يمكن الاستغناء عنه في الدراسات اللغوية الحديثة.
ـ استطاع المؤلف أن يوظف معظم حروف المعاني بدلالاتها المتنوعة والمنتـقلة .
ـ لم يكن الاشتراك اللفظي في صورته التقليدية حاضرا فقط بل وجـد حتى ما هو موجود في اللغات الغربية الحديثة ؛ممّا يجعل النص صالحا ٤لدراسات المعــجمية الدلالية الحديثة.
ـ التضاد باتفاق ئللفظ أو ئختلافه ظاهرة دلالية أكثر ملاحظة من غيره من الظواهر الدلالية الأخرى لطبيعة معاني الصراع التي يغلب على موضوع النص .
ـ إن اللغة العربية رغم ما مرت به من ظروف في عصر المؤلف وما قبله إلا أنها بقيت لغة المجتمع والعصر غنية المبنى والمعنى.
ـ يدل وجود جميع أشكال اتحاد المعنى التي وضعها الأصوليون واللغويون على سعة إطلاع المؤلف وتمكنه من اللغة العربية . |
en_US |