القوانين الاستثنائية الفرنسية في الجزائر وانعكاساتها على الشعب الجزائري 1830_1881م

Abstract

صنفت العلاقات الجزائرية الفرنسية على مختلف الأصعدة منها علاقات متميزة منذ القرن 13م، حيث حرصت فرنسا على إقامة إعلانات دبلوماسية مع الجزائر وهذا نابع من رغبتها في استغلال خيرات البلاد الاقتصادية واحتكار استثمار المرجان الذي كان يزخر به ساحل القالة وعنابة ، دخلت كل من فرنسا والجزائر في تحالف عسكري فقد عقدت مع الجزائر معاهدة دفاعية بمقتضاها استنجد الملك الفرنسي فرانسوا الأول بالقوات البحرية الجزائرية مرتين لتحرير مرسيليا من الثوار الهيجونوت البروستانت عام 1536 نتيجة لحاجة فرنسا الدفاعية لمواجهة اسبانيا والتي كانت العدو المشترك بين الدولتين. هناك عدة أسباب حقيقية دفعت بفرنسا إلى شن هجوم على الجزائر واحتلالها وأن حادثة المروحة ماهي إلا ذريعة لمحاصرة عاصمة الجزائر وإجبار الداي على الاستسلام ويظهر هذا في تصرف كومندان "كولي" الذي أرسل على رأس قوة بحرية لمجالية الداي بتقديم الاعتذارات إلى قنصل فرنسا بالجزائر. تأسيس المــــــكاتب العــــــربيـــــــة بصفة رســــميـــــــة لتــــــــدعــــــم الإدارة الفرنسية، حيث اتخذت إجراءات كثيرة في مجال دمج المؤسسات الجزائرية داخل المؤسسات الفرنسية ووضعت لها هياكل إدارية بحيث تصبح هذه المكاتب هي الوسيلة التي يستعملها الجيش الفرنسي لإخضاع الجزائريين والقضاء على ما بقي من مؤسسات الدولة الجزائرية. أدى استيلاء المعمرين على الأراضي وتجريد الجزائريين من ملكيها وتحديد مجال الرعي والغابات إلى تمركز الأراضي التي بقيت في حوزة الجزائريين في الجهات الفقيرة والمرتفعات الجبلية المنعزلة، والنواحي الصحراوية النائية صبت أغلب القوانين الفرنسية في إطار القضاء على الأوقاف التي عرقلت مشروع فرنسا الاستعماري في الجزائر.