السياسة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر في المجال الديني1830/1900م

Abstract

تميزت السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر خلال بمنظوماتها المختلفة،الدينية،القضائية، التعليمية، الرامية إلى طمس هوية المجتمع الجزائري المسلم في إطار فرنسة الجزائر مجتمعا ومؤسسات وإزالة كل ماله علاقة بالهوية العربية المسلمة، وقد ارتكز اهتمام السلطات الاستعمارية في العقود الأولى من الاحتلال على الاستيلاء على المقدسات الدينية من مساجد وزوايا وأوقاف في كل المناطق، فقد أدركت فرنسا منذ الوهلة الأولى أن السيطرة على مثل هذه المقدسات تعني السيطرة على الشعب، وفي هذا السياق اعتمدت السياسة الاستعمارية على توظيف النوازل والفتاوى الفقهية في التصدي لكل ما من شأنه أن يعيق مشروعها التوسعي الاستعماري، وإشاعة هذه الفتاوى بين المسلمين الجزائريين للرضوخ والرضى بسياسة الأمر الواقع وبأن الاستعمار قضاء وقدر، بل أن محاربته تعد تهلكه ينهى عنها الدين. وأمام هذه السياسة الفرنسية المتعجرفة، كان للمؤسسات الدينية من زوايا ومساجد دور كبير في التصدي لها، فهي لم تكن أماكن للعبادة فقط بل كانت مراكز إسلامية للتربية والتعليم والوقوف ضد السياسة الاستعمارية الهادفة لتنصير المجتمع الجزائري وطمس معالم الهوية. يتناول الموضوع جانبا من جوانب السياسة الاستعمارية الفرنسية في المجال الديني بالجزائر متمثلا في توظيف النوازل الفقهية خدمة للمشروع الاستعماري من سنة 1830 إلى سنة 1900، حيث تعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات في تاريخ الجزائر المستعمرة، فقد شهدت ممارسات وسياسات جائرة تهدف جميع إلى طمس معالم الهوية الجزائرية والقضاء على الدين الإسلامي، وفرنسة الجزائر على كافة الأصعدة، كما تميزت أيضا بالمقاومات الشعبية الرافضة لمشروع الاستعماري.