علاقات إقليم توات بحواضر السودان الغربي

Abstract

بعد الدراسة المستفيضة لجوانب العلاقات الثقافية لتوات مع السودان الغربي نخلص إلى تسجيل النتائج الآتية: ـ يعد إقليم توات بحق من أهم روافد انتقال الإسلام والثقافة العربية إلى أقطار السودان الغربي, وقد ظهرت أهميته خلال القرن الخامس عشر الميلادي وفي لحظة تاريخية حاسمة، وذلك بفضل مكانته التجارية الدولية وكذا حيوية علمائه وصبرهم وخبرتهم في أداء رسالتهم الحضارية. ـ إن هجرة التواتيين بدوافعها المختلفة (تجارية، دينية، شخصية ...) أسهمت بدور فاعل في توطيد الصلات والعلائق بين العنصرين العربي والإفريقي، وهذا ما جعل مجال التأثير والتأثر واسعا، ذلك أن التواتيين حظوا بمكانة مميزة بين الأفارقة، كما كان السودانيون يجدون في توات كل الترحيب والعناية. ـ إن جهود الرواد الأوائل من الفاتحين التواتيين كان لها الأثر البالغ في نشر الإسلام والثقافة العربية، وقد نهج الشيخ المغيلي خيار الدعوة السلمية في تطبيق الشريعة الإسلامية، والجهاد من اجل فتح البلاد الوثنية، ورأى أن يستعين في ذلك بالحكام لتحقيق الغاية والمصلحة الدينية، واستطاع أن يحقق نتائج باهرة، خاصة من خلال إسلام كثير من القبائل على يده، ورسوخ فكره ونهجه بين علماء السودان باعتبارهما معينا لا ينضب ومرشدا موجها لخير المسلمين ولصالحهم . ـ إن انفتاح علماء توات على الأقاليم الإفريقية واستقرار بعض القبائل هناك كقبائل الفلان وكنتة وطد علاقات الإقليم الإفريقية، وصبغ عليها كثيرا من مظاهر الثراء الحضاري والتلاقح الثقافي، وقد استقر كثير من علماء توات في الحواضر السودانية ومنها تمبكتو وأعطوا لها مكانة أعظم شانا ,كما جاب الكثير منهم البلاد الإفريقية بهدف نشر الإسلام وتلقين تعاليمه وقيمه.