جهود فقهاء توات في خدمة المذهب المالكي

Abstract

ينفرد المذهب المالكي عن بقية المذاهب الأخرى بعديد الخصائص والمزايا التي منحته مرونة وحيوية وقدرة أكبر على التكيف مع الواقع ، فهو إلى جانب وفرة مصادره وكثرة أصوله وتنوعهما، وتوسعه في استثمار الأصول المتفق عليها يبيح لمنتسبيه الاقتداء بالمخالف في الفروع، ورفضه تكفيرهم بالذنب والهوى . و هي خصائص جعلت منه مذهبا أكثر منطقية وعقلانية في أحكامه، وواقعية في نوازله وفروعه في مختلف الأبواب، إضافة إلى وسطيته واعتداله في مجمل مواقفه وأصوله وفروعه، و كذا مرونته وسماحته ويسره في معالجة كثير من القضايا الشائكة والمشكلات المستعصية . وهي عوامل كلها جعلت من المذهب المالكي مذهب جميع الأقطار المغاربية تقريبا انخرطوا فيه طواعية لا كرها ومنذ قرون عديدة ، وراحوا في ذلك يدافعون عنه و بشراسة أمام كل التيارات الآنية ، والمتغيرات الزمكانية ،ويساهمون في خدمته ونشره . ولقد كان لعلماء الجزائر عامة و فقهاء أقاليم توات خاصة دورهم الريادي البارز في هذا المجال ،حيث برز على مر العصور التي خلت عديد العلماء الذين انبروا للدفاع عن المذهب وكذا خدمته تيسيرا ونشرا وهو ما سنحاول الوقوف عنده في هذا البحث بحول الله.