السياسة الفرنسية تجاه المؤسسات الوقفية في الجزائر 1246ـ1286ه/1830ـ1870م

Abstract

كانت الجزائر تزخر بمؤسسات وقفية عريقة، وقد شهدت انتشاراً واسعاً خلال الحكم العثماني، وبدخول المستدمر الفرنسي للجزائر واحتلاله لها سنة 1830م، فرضت السلطة الفرنسية سياستها على المؤسسات الوقفية الجزائرية، فعمدت على الاستيلاء على الأوقاف رغم تعهدها باحترام أملاك الدولة، وقد اتخذت لذلك إجراءات وأساليب من أجل السيطرة على ممتلكات الوقف وتصفيتها. فقامت أولاً بهدم المساجد والزوايا التي كانت تهتم بالتعليم، هادفة من وراء الهدم وتخريب هو القضاء على الدين الإسلامي لتنصير وفرنسة المجتمع وتجهيله، إضافة إلى القرارات التي جاءت ضد الأوقاف بدءاً من سنة 1830م، ومن أخطرها قرار1 أكتوبر 1843م والذي أنهى صفة المناعة عن الأوقاف الجزائرية، وقد تأثر المجتمع الجزائري بذلك كثيراً لكون الوقف الممول الرئيسي لهذا الأخير في شتى المجالات، فانتشر الفقر وعمت المجاعة وانتشر الجهل والأمية في أواسط المجتمع الجزائري .