حالة المرأة في روايات العشرية السوداء

Abstract

الحمد لله الذي أعاننا على القيام بهذا العمل المتواضع الذي كان خلاصة جهدنا ، وثمرة عرق جبيننا ومن خلاله خطونا أولى الخطوات في طريق الألف ميل لبلوغ غايتنا. حاولنا في هذه الدراسة تسليط الضوء على مرحلة حرجة من تاريخ الجزائر المعاصر، ألا وهي مرحلة العشرية السوداء التي دفعت الأدباء الجزائريين إلى الكتابة رغم الظروف المزرية. وقد اتخذت دراستنا من رواية "تاء الخجل" لفضيلة الفاروق أنموذجا في رسم صورة المرأة خلال العشرية السوداء. بعد الخوض في غمار مضامين بعض الإنتاج الأدبي الجزائري المعاصر الذي اتخذ من العشرية السوداء موضوعا له توصّ لنا إلى ملاحظات ونتائج أهمها: أنّ جلّ عناوين الكتابات الأدبية التسعينية كانت بطريقة أو بأخرى تصب في المعجم الدلالي للعنف السائد خلال العشرية السوداء، ذلك يؤكد اهتمام الكتاب بالواقع المعيش .-رغم اختلاف القضايا والمواضيع المطروحة في مضامين النص التسعيني إلّا ا تتقاطع في كثير من النقاط مثل مراعاة قضية"تهميش المثقف" أو "أزمة المثقف" من قبل الكتاب فنجد ذلك مطروحا في المقال الأدبي ، كالمقال الذي نشره أحمد منور في إحدى الجرائد والمعنون ب"المثقفين الجزائريين في العشرية الحمراء". -لقد أولى الفن القصصي الاهتمام بظروف المجتمع الجزائري خلال العشرية السوداء مراعيا في طرحه أزمة المثقف ،ويظهر ذللك بوضوح في قصة "ثقب في ذاكرة الأوزون"لرابح خدوسي وكذا قصة "روح صبرينة"ليوسف زيرم. -نلاحظ من خلال تحليلنا لبعض النصوص الشّ عرية الجزائرية المعاصرة معالجة أزمة المثقف لدى الشعراء الجزائريين كقصيدة "كيف لي أجد الوطن؟" للشّاعر علي ملاحي وقصيدة "بكائية بختي ..." للشاعر عز الدين ميهوبي "، كما تجلت معاناة فئات الشعب الجزائري المختلفة خلال العشرية السوداء في ديواني "ثلوج البراكين" لعمر عاشور و"بين وطن الغربة وهوية الاغتراب" لمحمد بلقاسم خمار. -إنّ التجربة الإبداعية الجزائرية المعاصرة شخصت عمق أزمة المثقف بصفة خاصة وأزمة الجزائر بصفة عامة في قوالب شعرية وأخرى نثرية. - كان للفن الروائي الحظ الأوفر في معالجة موضوع العشرية السوداء على الرغم من صعوبة الكتابة الروائية والوقت الذي يتطلبه إنجازها، حيث ت زامنت والفوضى الجزائرية كرواية "الشمعة والدهاليز" لطاهر وطار سنة 1995 و"ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي سنة 1993 - تميزت الرواية الجزائرية السوداء بالتعدد اللغوي داخل المتن السردي فمن الفصحى إلى العامية إلى اللغة الفرنسية بالإضافة إلى تداخل الأجناس الأدبية الرسمية وغير الرسمية مما جعلها تحتوي على تعدد ثقافي نابع عن التعدد اللغوي الذي يبرز كفاءة الروائي. - أفرز التجديد الذي عرفته رواية العنف رؤية فنية من زاوية محايدة تقرأ الواقع وتعطي رؤية فنية للقارئ الجزائري. - "تاء الحجل" رواية من أجل 5000 مغتصبة في الجزائر تلامس قضية طالما عانت منها المرأة في كل مكان وتؤشر الخلل في العلاقة بين الجنسين في المجتمع وهي بحث يلقي الضوء على الواقع السياسي والإجتماعي في الجزائر ، فقد أصبح الخطف ابتداء من عام 1995م ، تسمي الكاتبة هذه السنة سنة العار حيث 55حالة اغتصاب (لفتيات ونساء) تترواح أعمارهن بين 13 و 40 سنة وقد تلاحقت السنوات حيث ازداد العدد الذي يفوق الخمسة ألاف حالة. - تعد كتابات "فضيلة الفاروق" ، ثورة على واقع إجتماعي تم فيه تهميش المرأة ، كما تعد انعكاسا واعيا لتمردها وثورتها على كل مايمكن أن يقيد حريتها ورغبتها في الانفلات من كل قانون رجالي من شأنه أن يموضعها في إطار هو من اختاره وفرضه عليها ، وبالتالي يرجع جوهر ثورتها على الأدب إلى ثورتها على التمييز بينها وبين الرجل ، وثورتها على الحياة التي لم تنصفها ، وعلى المجتمع والماضي والحاضر ، لاسترجاع هويتها المفقودة بكل تمرد ، وبلغة مختلفة. وفي الأخير نتمنى أن نكون قد لامسنا بعض النقاط التي يجب إثارتها في هذه الدراسة ، فلقد إجتهدنا وحاولنا ، ولا نزيد على ما قاله عماد الأصفهاني "رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غد لو كان غيّر هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهذا دليل على استيلاء النقص على جملة البشر..." وختاما فإن أصبنا فمن الله ، وإن أخطأنا فلنا أجر الإجتهاد