جمالية السرد في الرواية الجزائرية

Abstract

لقد حاولت مقاربتنا الموضوعاتية الفنية أن تقترب من العديد من الروايات الجزائرية قدر الإمكان للوقوف على طبيعتها، ومساءلة متونها، وتتبع مسيرتها للتحولات في الجزائر على اختلافها، ورصد أكثر الموضوعات تشابها وهيمنة عليها وأبرز السمات الغالبة فيها، تلك الموضوعات التي كان لها دورها وفعاليتها في الكشف عن إيديولوجيات الروائيين أنفسهم التي أفرزتها الظروف والمراحل وقد سمحت طبيعة هذه الدراسة إلى أن نستخلص أهم النتائج في النقاط التالية: أولا: إن تطور الرواية الجزائرية باعتبارها جنسا أدبيا رافقته التحولات المختلفة من مرحلة إلى أخرى والتي رسمت في الأخير كتابات سردية تحكمت في مجمل النقلات النوعية التي تتجسد في المسار التاريخي لتطور الرواية. ثانيا: أجمع معظم الباحثين على أن مضامين وموضوعات الرواية الجزائرية اتسمت بالتشابه عند الروايتين منها (الثورة الزراعية، الصراع الإيديولوجي، العنف، الإرهاب، الهجرة ، نقد الواقع) وهذا يعود إلى أن الروائيين كانوا يعيشون في نفس الوطن وكانت تربطهم معانات وظروف واحدة. ثالثا: مسايرة اللغة في الخطاب الروائي لفحوى موضوعاتها، وخصوصا في التسعينات حيث جاءت عنيفة متوترة، توحي بالألم والتمزق والرفض غير يقينية فهي تصير التساؤلات أكثر مما تقدم الإجابات. رابعا: ارتباط العنف الإرهابي بالاغتراب من أكثر الدول تواترا خصوصا في روايات الأزمة كرواية "مول الحيرة لإسماعيل يبرير لاسيما بعد تفاقم الظواهر الاجتماعية والسياسية المؤسسة لهما في جزائر التسعينات . خامسا : احتواء رواية مولى الحيرة للعديد من الموضوعات والمضامين التي عرفت بها العديد من الروايات لجزائرية إلا أن يبرير كسر نمطية السر المتواصل وجاء عمله مقسم على عدة فصول وعناوين كحكاية مستقلة لكل فصل لتصبح حكاية واحدة عن تشكيل الفصول . سادسا : اشتغال يبرير في رواية "مولى الحيرة" على جمالية المكان والفضاء السردي إذ تدور أحداثها في حي "القرابة".