جماليات الفضاء الصحراوي في الرواية الجزائرية

Abstract

لاشك إن قيمة أي دراسة تتحدد بمدى ما تحققه من نتائج وإضافات جديدة ومفيدة فبعد دراستنا المتواضعة التي تطرقنا فيها إلى جماليات الفضاء الصحراوي في الرواية الجزائرية توصلنا الى جملة من الاستنتاجات والتي نامل أن تكون كمعين للدراسات الجامعية اللاحقة وقد تمثلت الاستنتاجات فيما يلي : - الفضاء عنصرا فعالا في الرواية وبنائها، وفي طبيعة تفاعل عناصر بنيتها كالزمان والشخصيات والأحداث - تعتبر رواية تلك المحبة للحبيب السايح نص مرجعي للكتابة السردية فهي تختلف عن سابقاتها من الروايات من حيث الموضوع والنوعية وحتى من حيث طريقة السرد التجربة الكتابية فقد صور هذه المرة الصحراء تصويرا دقيقا بوصفها منبع الحياة ومخزون ثقافي وارض خصبة للممارسة الكتابية الروائية وهذا نظرا لاتساع فضائها وتعدد أعراقها ودياناتها . - و من خلال دراستنا للفصل التطبيقي والذي تناولنا فيه بعض جماليات الفضاء الصحراوي في رواية تلك المحبة ،كالفقارة ....حيث اخدت الافضية مصداقية ووجود وواقعية للواقع الاجتماعي المعيشي بكل سماته ما جعلت الدارس والقارئ للنص الروائي يتأثر بالنص وكأنه جزء منه . فلكل مكان وفضاء كانت له فعاليته سواء دل على الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية او دل على حياة البؤس والشقاء. ويمكن القول بان الصحراء كانت ملاذا لكثير من الروائيين الجزائريين سوآء بداعي الانتماء الجغرافي لهذا الفضاء أو بداعي جماليات فضائاتها وتداخل عاداتها وتقاليدها وتاريخها. لم يتفق الدارسون على مفهوم واحد للجمالية ، حيث ان معظم آرائهم صبت حول تحديد بعض معالم الجمالية ، كما إن الجمال عندهم لا يقع على صورة واحدة ، بل يقع على صور متعددة سواء كانت في المعنى أو في الصور . تمكن الروائي الحبيب السائح من توظيف الفضاء الصحراوي في صور جمالية رائعة ، وهذا بفضل التوظيف المالي اللغة التي تعتبر وسيلة من وسائل التعبير عن الجمالية . وأخيرا يمكن القول بان دراستنا لهذا الموضوع ،جماليات الفضاء الصحراوي في الرواية الجزائرية لم تكن دراسة واسعة ومستوفية لجميع جوانبها بل كانت ضيقة ومحدودة تخلو من التعمق ،وهذا ما يدل على ان الفضاء الصحراوي الذي يمتاز بالشساعة يبقى دائما بحاجة إلى من يغوص بحره من اجل كشف ما اضمر من جمالياته وخباياه.