النحو العربي بين واقعية التراث اللغوي و دعاوى التأثر بالمنطق الأرسطـــي في المنهج و النموذج

Abstract

بعد مدارستنا في الصفحات السابقة لمسألة التأصيل لعلم النحو ومن خلال هذا الخيط الشعاعي الذي نأمل أن يكون بداية لإيضاح أصول النحو العربي وعلاقته بعلوم الأعاجم من حيث منهجُه وتطورُه وازدهارُه ،باعتباره ضابطاً ومقوماً للسان العربي وفق القواعد والأقيسة ، ومن خلال مناقشة المواد العلمية التي جمعناها يمكننا الخلوص الى نقاط محددة تمثل نتائج لهذه الدراسة : 1- علم النحو أصيل في عروبته تبناه العلماء الأوائل واستخلصوه عن طريق الاستقراء المنطلق من البوادي العربية التي لم يمسّ لغتَها لحنٌ أو تغييرٌ ، وكان ذلك قبل احتكاك العرب باليونان . 2- ما بدا من تأثر النحو بالمنطق اليوناني مرده للتطور الحاصل لهذا العلم وما يعتريه من التغيير كأي علمٍ مواكبةً لسيرورةِ الحياةِ العلميةِ وتلاقُح علوم الأمم فيما بينها . 3- ما مسَّ النحو من ظهور بعض علامات المنطق عليه فذلك طارئٌ خص الصناعةَ النحويةَ، ثم أنه ليس غريباً أن يتَشابها في بعض الميزات والسمات كونهما علمين مجردين عقليين يميلان للموضوعية والدقة .

وفي الأخير فما بحثنا هذا المتعلق بإثبات أصالة علم النحو إلا قطرةٌ من بحر وسطر من قِمطر، لأن دراسة هذا الموضوع تحتاج إلى شيء من التوسع والاهتمام لمحو كل الشبهات التي تشكك في رابطة أصول النحو بالعرب الأوائل شكلاً ومضموناً، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .