الموروث الشعبي في الرواية الجزائرية

Abstract

بهذا العمل إذن آمل أن أكون قد وفقت في الإحاطة ببعض الجوانب التي تهم موضوع الموروث الشعبي لا من حيث بنيته ولا من حيث موضوعاته ووظائفه على الرغم من أنه في اعتقادي يبقى الميدان والوسط الاجتماعي هو محك كل تجربة إنسانية في مختلف مواضيع الحياة والتي تجعلها مسرحا لتضارب وتداخل مختلف مكونات المأثورات الشعبية والأجناس الأدبية الأخرى . كما أشير أن اهتمامي بهذا الموضوع كان محاولة لتسليط الضوء على الهوية الجماعية ومساهمة في تحقيق توازن ثقافي وسياسة لغوية متكاملة على الرغم من المحاولات المنمطة للأشكال والأنواع الثقافية في أطار قوالب موحدة تذوب معها الخصوصيات القومية لمختلف الشعوب والثقافات .ومن خلال دراستي هذه وقفت على مجموعة من الملاحظات التي تميز الموروث الشعبي و تتمثل في الآتي : أولا : عدم وجود فوارق شاسعة عبر ربوع الوطن الجزائري في طريقة تداول الموروثات الشعبية بشتى أنماطها ثانيا : دخول الموروثات الشعبية ضمن خطابات التفاعل النصي التي احتفت بها النصوص الروائية الجزائرية على تفاوت بينها مما يدل على سعة الاهتمام بالموروث الشعبي . ثالثا : احتفاء الروايات الجزائرية بالموروث الشعبي كان بغية استثمار طاقاته الجمالية و أبعاده الدلالية . رابعا : المعتقدات الشعبية جزء هام من تكويننا و سلوكنا ، لذا فهي منغرسة في قلوبنا إذ لا نكف عن ملاحقتها أمام تكرار حكاياتنا اليومية ، ورغم أنها تخيلات بلا منطق علمي لكننا لا نريد لها الزوال بعد أن ورثناها بحب واستراح لها الخيال لتبقى مؤرخة في ذاكرتنا . وكل هذه الملاحظات وجدتها مجسدة في العملين الروائيين اللذين شملتهما الدراسة. وفي الأخير آمل أن يكون بحثي هذا بداية لبحوث مستقبلية تزيل الستار عن جوانب خفية فاتتني سهوا أو تقصيرا فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان و على الله قصد السبيل .