الأخطاء الشائعة في الكتب المدرسية الجزائرية

Abstract

وختاماً لما سبق ذكره تنظيراً وتطبيقاً من أجل معرفة الأخطاء الشائعة بصفة عامة، وفي الكتاب المدرسي بصفة خاصة، نقف أخيراً عند عتبة بحثنا، والتي ارتأينا أن نجملها في مجموعة ثمرات ونتائج لما توصلنا إليه من خلال هذه الدراسة وهي كالآتي: 1-نستنج من خلال التعريفات السابقة للخطأ الشائع أن التعريف الاصطلاحي لا يختلف كثيراً عن التعريف اللغوي، إذ أن كل من التعريفين يشتركان في أن معنى الخطأ هو الانحراف عما هو مقبول في اللغة. 2-إن لفظة الخطأ لفظة حديثة ظهرت مع شيوع الأخطاء وتطورها، ولعل دليل ذلك أنه كان يطلق عليه اللحن في القديم. وهو يعتبر هماً لغوياً في حياتنا العلمية والتَّعليمية. 3-عَمِلَ اللغويون وعلماء اللغة على وضع معايير اعتمدوها لمعرفة الخطأ من الصواب، وكلُّه ناتج عن غيرتهم على لغتهم العربية التي هي لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. 4- تظافرت أسباب وعوامل عدة أسهمت في انتشار الأخطاء وذيوعها، لدرجة أنه أصبح من العسير معرفة الخطأ من الصواب، حتى أطلق المثل المشهور: «خطأ شائع أفضل من صواب مهجور». 5- تعددت الأخطاء الشائعة وتنوعت حسب تنوع مستويات اللغة فبرزت الأخطاء الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، وكذلك الإملائية التي مسَّت الجانب الكتابي للغة. 6- الكتاب المدرسي وسيلة تعليمية جدُّ مهمة، يلجأ إليها التلميذ من أجل تعلم لغة تكاد تكون جديدة بالنسبة له. 7- لم يسلم الكتاب المدرسي نفسُه من الأخطاء الشائعة؛ ذلك لأنه ضحية للعوامل والأسباب التي أسهمت في انتشار هذه الأخطاء، ولعل مردُّ ذلك أن المؤلف ذاته أحد المتأثرين بلغة العصر، ولغة الإعلام والصحافة. 8- أثبتت لنا الدراسة الميدانية التي أجريت حول كتابَي: «كتابِي في اللغة العربية» للسنة الرابعة والخامسة ابتدائي، أن الأخطاء الواردة في هذين الكتابين أغلبها أخطاء مطبعية في رأي أغلب المعلمين، وهذا دليل على أن المعلمين يجهلون بعض الأخطاء الشائعة. 9- توصَّلنا من خلال الدراسة التطبيقية إلى أنَّ الكتابين يحتويان على أخطاء شائعة منها: الخطأ الإملائي، النحوي، والصرفي، والأسلوبي، والمطبعي...إلخ. 10- يعتبر الكتاب المدرسي المصدر الأول الذي يتلقى التلميذ من خلاله اللغة العربية، ولذا يجب أن نوليه اهتماماً خاصاً، ليكون خالياً من شتى أنواع الأخطاء والهفوات من أجل إكساب المتعلم لغة سليمة وفصيحة. 11- قد يُسهم بعضُ المعلمين في تفشي الخطأ الشائع من خلال تجاهله وعدم تصحيحه، ما ينتج عنه انتشاره بين عدد هائل من التلاميذ. 12-إن مسألة الخطأ عامة مسألة خطيرة لا يجب أن يُستهان بها، خاصة وأنها مسَّت الكتاب المدرسي، وكيف لنا أن نأمل اندثارها ونحن لا زلنا نعلمها لأبنائنا وأجيالنا اللاحقة من خلال الكتاب المدرسي.