الطبيعة في الشعر الجزائري الحديث

Abstract

إنَّ شعر الطبيعة في الأدب العربي قديم أصيل ،إذ نجد العديد من الصور في وصف الطبيعة وذلك عبر مختلف العصور الأدبية ومن هنا حاولنا جمعها في النقاط الآتية التي تمثل النتائج المستخلصة من البحث : * إن الشعر الجاهلي قد ألقى بظلاله على وصف الطبيعة مند القدم ،و ما يدل على دلك دواوين الشعراء الجاهليين إذ لمسنا ارتباطا شديدا بين الشاعر و بيئته . *تطور هذا الفن مع مجيء الدعوة الإسلامية ، مما ساعد على ظهور شعر الوصف خاصة وصف الطبيعة بنموه وبزوغه بجوانب فنية جديدة ، ولم يبتعد الشعراء عن رسوم الجاهليين. *وفي العصر الأموي وأقبل الشعراء على ألوان الطبيعة المختلفة و صوروها شعراً، فامتثلوا امتثالا ثم أخذوها في صدق وأفعال فبدت جديدة ممتلئة حياة و نشاط . *أما في العصر العباسي ازدهرت الحياة الثقافية ، و تابع العباسيون اهتمامهم بالطبيعة في إطار تطورهم الحضاري ، ولهذا سمي بعصر النهضة والازدهار ،فقد تعدد الشعراء فيه واستفحل الصراع القائم بين الأكثرين منهم رجاء تحقيق مكانة مرموقة وتخليد أسمائهم في سجل خلود المبدعين،مما دفع الكثير من الشعراء إلى توخي حسن التصوير واستقطاب أفضل الصور الفنية وأغربها , * وشاع هذا الغرض في بلاد المغرب بفعل سحر الطبيعة الرائعة وانعكاسها في نفوس أبناءها من الشعراء ، فبلاد المغرب تشتهر بطبيعة فاتنة ، وهي طبيعة سحرت ألباب الشعراء ففتنوا بمفاتنها ومشاهدها ، فقد ارتبطوا بطبيعة بلادهم الجميلة وأكثروا من شعر الوصف لجمال طبيعتهم ، وروعتها الخلابة ،فجسدوا ذلك في لوحات فنية مبدعة تكشف مدى إعجابهم بالطبيعة التي تحتضنهم ، ولم يكتف هذا الوصف بجعله منحصرا وضيقا في موضوع واحد بل انفتح نحو مختلف مواضيع أخرى وامتزج بها وأصبح أوسع الأبواب .... *تميز شعر وصف الطبيعة في الشعر الجزائري القديم عن نظيره في الحديث أن الشاعر كان دقيقا في وصف صورها وكأنه يرسم لوحة فنية تراها تتحرك أمامه في صورة حقيقية ،أما في العصر الحديث فقد تناول الشعراء موضوع الطبيعة في سياق همومهم وأحزانهم ولم ينظروا إليها من جانبها الجمالي إلا نادراً. *إن تأثر الشعراء الجزائريين بالجانب الوجداني الرومانسي، ساعد على ظهور شعر وصف الطبيعة بمختلف صورها وأشكالها . * تناول الشعراء الجزائريين الطبيعة و أسقطوا عليها صفات إنسانية ،حيث خاطبوها كما يخاطب الإنسان أخاه فالكآبة التي كانوا دائمو العيش فيها بسبب الظروف الاستعمارية القاسية جعلتهم يلجأون إلى الطبيعة يناجونها ويلتمسون منها الخلاص من هذا الوضع المزري . *إن حياة الشاعر الربيع بوشامة كانت مليئة بالصراعات و الحروب ،مما جعله يناجي شعبه ويدعوه إلى الكفاح والنضال من أجل القضية الوطنية . *كان الشاعر ذو إحساس مرهف وذوق الفني الرائع ما جعله يتناول الطبيعة في شعره بمختلف صورها ،ويختار لها ألفاظا موحية و مناسبة لحالته النفسية وهذا ما يؤكد لنا أنه كان مولعا بطبيعة بلاده ومساندا لقضايا شعبه . *جاء شعره عاكسا لطبيعة بلاده الساحرة ، ونداءا للشعب الجزائري لدفاع عن بلادهم من أجل الحرية و الاستقلال.