الأفعال الكلامية ودلالاتها في شعر سيد الحبيب التاسفاوتي(1425هـ/2004م)

Abstract

يتفاوت مفهوم التداولية ويختلف باختلاف المذاهب والنظريات التي انطلقت منها،مما صعّب تحديد مفهوم لها، ولكنها تتفق جميعها في أن اللغة نشاط يمارس ضمن سياق متعدد الأبعاد، حيث تهتم بالاستخدام اللغوي وأثره على المتلقي والتفاعل بين المتخاطبين؛ لتحقيق الفائدة التي هي مقصد المرسل من الخطاب. وخلال تتبعنا لمراحل نشأه التداولية تبين لنا وجودها في التراث العربي، وهذا مما يؤكد أسبقية العرب إلى هذا العلم، وذلك يظهر من خلال التحليلات والدراسات التي قاموا بها عبر علوم مختلفة؛ كالنحو والبلاغة وأصول الفقه وغيرها. وللتداولية مبادئ وأسس تمثل الدعامة الأساسية التي ترتكز عليها، ومن تلك المبادئ:الأفعال الكلامية، والتي تقابل نظرية الخبر والإنشاء في الدرس العربي، وبالخصوص في البلاغة العربية القديمة، ويعد النص الشعري من أكثر النصوص التي حظيت بالمقاربة التداولية ،كنموذج الدراسة في بحثنا ، وهو شعر (مولاي الحبيب)،الذي يمثل أحد شعراء المنطقة التواتية التاسفاوتية ، الذين كان لهم باع طويل في العلم والأدب، حيث خلف آثاراً علمية أبرزها ديوانه "المنافع"،الذي حاولنا من خلاله إبراز السمات التداولية للأفعال الكلامية ودلالتها بمنظور تداولي لساني نابع من مصادر البلاغة القديمة ومباحثها. ومن خلال هذه المقاربة بين التداولية وشعر سيد الحبيب لاحظنا تنوعا في استخدامه للأفعال الكلامية واختلافا في صيغها وأدائها لمعاني حقيقية وأخرى مجازية تفهم من السياق العام للخطاب وقرائن الأحوال، وهذا يحتاج إلى التأويل لفهم مقصود المتكلم.