Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-adrar.edu.dz/jspui/handle/123456789/1704
Title: الغزالي قراءة في نشأته ومواقفه ومكانته في نظر الفقهاء والمحدثين
Authors: نجم عيسى, علي
Keywords: التصوف
نشأة التصوف
أبو حامد الغزالي
Issue Date: 10-Nov-2008
Publisher: جامعة احمد دراية -ادرار
Abstract: هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الغزالي المولود بقرية غزالة في مدينة طوس من اقليم خراسان سنة 450هـ/1058م، كان قد فتح عينيه في بيت بسيط من بيوتات هذه القرية في اسرة ضعيفة الحال، وحينما اشتد ساعده برع في علوم المذاهب والخلاف والجدل والأصول والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، وأحكم كل ذلك، وصنف في كل علم من هذه العلوم كتبا "أحسن تأليفها وأجاد وضعها وترصيفها"، ذكره مصنف كتاب "السياق لتاريخ نيسابور" الخطيب عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ت529هـ/ 1134م، الذي عاصر الغزالي وسمع منه وترجم له، فقال عنه هو "حجة الإسلام والمسلمين إمام أئمة الدين من لم تر العيون مثله لسانا وبيانا ونطقا وخاطرا وذكاء وطبعا"، وقال عنه الذهبي بان الله سبحانه وتعالى قد بعثه مجددا للاسلام "على رأس الخمس مائة" سنة الهجرية التي عاصرها، وكان الغزالي قد حقق نجاحا في التدريس في المدرسة النظامية في بغداد، وخرج اعداداً كبيرة من الطلبة وكان يحضر مجلسه العلمي اربعمائة طالب يوميا من كبار العلماء والوجهاء في بغداد ثم ترك هذه المنزلة الكبيرة، وسلك طريق التصوف في التفكر والعبادة والزهد وجرب الاعتكاف والخلوة وساح بين المدن والاقاليم، ووصل الى دمشق والقاهرة "وبقي إلى أن غلبت عليه الخلوة وترك التدريس ولبس الثياب الخشنة وتقلل في مطعومه وجاور بالقدس"، لكنه ايقن اخيرا ان التصوف هو العلم والعمل والعبادة دون التوقف عن نشاطات الحياة اليومية فواصل التاليف والتدريس والتثقيف، فاصبح المتصوف الاول الذي استطاع ان يصنف كتباً في علوم مختلفة، قدر عددها السيوطي بانها تقارب الالف كتاب ورسالة ومختصر، وكانت الفترة التاريخية التي ظهر فيها بحاجة الى التجديد والانبعاث الديني وشحن همم المسلمين، فصنف كتابه "احياء علوم الدين" الذي يعد من اهم كتبه في المواعظ واعظمها، وكان الغزالي يرى ان دراسة علوم الفلسفة ضروري بالنسبة لعلماء المسلمين، وان المجتمع الاسلامي قد لا يرغب في دراسة مثل هذه العلوم لانها كانت تبعث على التشكيك في العقيدة، لهذا ان سلطان المغرب علي بن يوسف بن تاشفين "امر بإحراق كتب الغزالي"، ويبدو ان الغزالي قد تاثر بافكار الفلاسفة وتناول بحوثهم الفلسفية التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة في ادلة خارجة عن المنظور العقلي، ولاحظ ان اكثر دارسي علوم الفلسفة القدماء امثال ابن سينا والفارابي وأرسطو وأفلاطون تنتابهم الاوهام والشكوك، بل صنف فيهم كتاب اسماه "تهافت الفلاسفة"، ويعد هذا من الكتب التي نالت شهرة واسعة في الاواسط الثقافية، رد فيه الغزالي على الفلاسفة، كما تصدى ايضاً للافكار الخارجة عن الدين الاسلامي، التي تبنت عقائد باطنية في تأويل القرآن والبحث في باطنه، وهي افكار هدامة تعود في جذورها الى الفترة التي سبقت الاسلام، فصنف كتابه المشهور " فضائح الباطنية. ان التأثيرات العلمية التي احدثها الغزالي جعلت له معارضين وخصوماً اتهموه بالالحاد والزندقة والكفر، وكان من اكثرهم تشددا علماء المسلمين في المغرب العربي سواءً كانوا حنابلة أو مالكية، وقد فند السبكي تحاملات المعارضين للغزالي ودافع عنه لانتساب كلاهما للمذهب الشافعي، واخيرا لا بد من التاكيد بان الغزالي يعد من كبار المفكرين المسلمين الذي كان يدرك ان الامة الاسلامية بحاجة الى التجديد وإلاحياء، فأثار الجدل بين الكثير من علماء المسلمين وشغلهم في التصنيف والرد على مصنفاته، واحدث حركة علمية واسعة في العصر الذي عاشه، ولا تزال هذه الحركة قائمة حتى وقتنا الحاضر تتضح ابعادها من خلال المصنفات الكثيرة التي تطبع للغزالي سنويا وتترجم الى لغات عديدة، فانه كان يتمتع بثقافة علمية واسعة وكان يفكر بمستوى اعلى مما كان سائدا لدى علماء عصره، وهذه التاثيرات قائمة حتى الان، فصدرت عنه مئات الدراسات والمصنفات والبحوث، ومنحت الجامعات للطلبة شهادات علمية عنه في الماجستير والدكتوراه، واقيمت له المؤتمرات واخذ مكانا في مواقع متعددة على الانترنيت، فاستطاع ان يحرك الاقلام في السلب والايجاب، ويشغل العقول ويُحيْ علوم الدين، قال الذهبي "لو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسيرٍ من الايام"، اذ بلغ عمره خمسة وخمسين سنة، واستقر في السنوات الاخيرة من حياته في مدينته طوس، واتخذ في جوار داره مدرسة ورباطا للمتصوفة وغرس فيها بستانا، وتشاغل بحفظ القرآن وسماع صحيح البخاري، وكانت وفاته سنة 505هـ/1111م، فقد ذكر اخوه احمد بانه " توضأ وصلى، وقال عليَّ بالكفن فأخذه وقبله وتركه على عينيه، وقال سمعا وطاعة الدخول على الملكِ، ثم مد رجليه واستقبل القبلة ومات قبل الإسفار، وقال ابن الجوزي اوصى الغزالي قبل موته باهمية قراءة سورة الاخلاص، فلم يزل يكررها حتى مات "، وقال ابن تيمية انه مات وهو مشغول في صحيح البخاري.
Description: الملتقى الدولي الحادي عشر
URI: http://www.univ-adrar.dz/:8080/xmlui/handle/123456789/1704
Appears in Collections:النص التراثي وإشكالية القراءة

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
علي نجم عيسى.pdf810.64 kBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.